ملبورن (رويترز) - حقق لاندو نوريس سائق مكلارين فوزا ساحقا في سباق جائزة أستراليا الكبرى يوم الأحد بعدما تفوق على ماكس فرستابن في نهاية مثيرة للدهشة في افتتاح موسم بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات، والذي شهد العديد من الحوادث وخروج سيارات الأمان.
واحتل جورج راسل سائق مرسيدس المركز الثالث على حلبة ألبرت بارك الزلقة بسبب الأمطار الغزيرة حيث أنهت 14 فقط من أصل 20 سيارة السباق في ظل هذه الأجواء الصعبة.
وبدأ نوريس، المرشح الأوفر حظا للفوز بلقب السائقين، موسم فورمولا 1 من حيث أنهى السباق الأخير للموسم الماضي في أبوظبي بانتصار من مركز أول المنطلقين.
وانتهت بذلك مسيرة فرستابن الطويلة في صدارة ترتيب البطولة والتي بدأت في مايو أيار 2022.
وبدأ زميل نوريس في الفريق أوسكار بياستري من المركز الثاني لكنه أنهى السباق في المركز التاسع، وانتهت أحلامه في أن يصبح أول سائق محلي يحقق الفوز أو الصعود على منصة التتويج بعد انزلاق سيارته على العشب.
وقال نوريس، الذي حقق فوزه الأول في ملبورن والخامس في مسيرته، إن السباق كان صعبا للغاية في ظل ملاحقة فرستابن اللصيقة له.
وأضاف "كان مذهلا كان سباقا صعبا، خاصة مع وجود ماكس خلفي.
"ضغطت وبذلت قصارى جهدي، خاصة في آخر لفتين، كان الأمر مرهقا بعض الشيء.
"نجحنا في الأمر هذه المرة وأنهينا السباق في المقدمة، وأنا سعيد بذلك".
وقرر فريق رد بول إبقاء فرستابن في الحلبة رغم اهتراء إطارات سياراته على أمل الحصول على فرصة للتقدم في المطر، لكنه اضطر في نهاية المطاف للتوقف في حارة الصيانة، وهو ما كلفه أفضل فرصة للتغلب على نوريس.
وقال فرستابن إن الأمر كان "يستحق المخاطرة.
"كانت الحرارة عالية بعض الشيء على الإطارات الملساء. لكن كل شيء كان على ما يرما في النهاية.
"هذا ما توقعته في الجولة الأولى، افتقرنا إلى السرعة مقارنة بسيارة مكلارين".
وكانت مشاركة لويس هاميلتون الأولى مع فيراري مخيبة للآمال حيث احتل البريطاني المركز العاشر متأخرا بمركزين عن زميله في الفريق شارل لوكلير.
لكن اليوم كان مشجعا لفريق وليامز، بعدما احتل أليكس ألبون المركز الرابع بعد تراجع أندريا كيمي أنتونيلي (18 عاما) إلى المركز الخامس بسبب عقوبة إضافة خمس ثوان لزمنه بسبب خروجه بشكل غير آمن من حارة الصيانة.
واحتل لانس سترول سائق أستون مارتن المركز السادس، فيما احتفل فريق ساوبر بحصول نيكو هولكنبرج صاحب المركز السابع على نقاط.
* سيارات الأمان
توقف السباق لمدة 15 دقيقة بعد أن فقد السائق الجديد إسحاق حجار السيطرة على سيارة فريقه راسينج بولز في لفة الإحماء عند المنعطف الثاني، واصطدم بها من الخلف في جدار.
ومع انبعاج الجناح الخلفي لسيارته وانتهاء سباقه قبل أن يبدأ، كان الفرنسي غير المصاب يبكي بينما كانت سيارته تسحب بعيدا بواسطة رافعة.
وخرج السائق الأسترالي الصاعد جاك دوهان بعد فترة وجيزة من استئناف السباق بعدما اصطدمت سيارة فريقه ألبين في المنعطف السادس من اللفة الأولى، مما أدى إلى دخول سيارة الأمان، بينما كان والده ميك، أسطورة سباقات الدراجات النارية، ينظر بعدم تصديق لما يحدث من مرآب الفريق.
واستمرت الأحداث المثيرة عندما فقد كارلوس ساينز السيطرة على سيارته عند المنعطف 14 أثناء دخول سيارة الأمان، لتنتهي بذلك مشاركته الأولى مع وليامز مبكرا.
وبينما كانت بداية نوريس للسباق جيدة، انزلق بياستري يمينا ويسارا عند المنعطف الأول، مما سمح لفرستابن بتجاوزه بسرعة من خارج المنعطف.
لكن فرستابن استخدم المكابح الأمامية لاحقا وانحرف عن المسار ليستغل بياستري الفرصة ويعود إلى المركز الثاني.
وكان بياستري الذي كان أسرع من زميله في الفريق يطارد نوريس، لكنه حصل على أمر من مرآب مكلارين بالحفاظ على موقعه حتى يتوقف هطول الأمطار.
وأصبحت سيارة بطل العالم مرتين فرناندو ألونسو رابع سيارة يتم إخراجها من الحلبة عندما انحرف عن المسار عند المنعطف السابع في اللفة 34 وتعرض لحادث، مما أدى إلى دخول سيارة الأمان مرة أخرى.
ودخل نوريس وبياستري إلى حارة الصيانة لتغيير الإطارات إلى إطارات صلبة، لكن هطول الأمطار مرة أخرى تسبب في فوضى عارمة بعد عشر لفات، إذ انزلقت سيارة بياستري على الحصى ثم انتهى به المطاف على العشب بخارج الحلبة.
وبعد ذلك خرج ليام لاوسون سائق رد بول وجابرييل بورتوليتو سائق ساوبر من السباق بعد حادثين متتاليين، مما أدى إلى دخول سيارة الأمان للمرة الثالثة.
ورغم أن ذلك منح فرستابن فرصة أخيرة للتغلب على نوريس فإن السائق البريطاني أظهر رباطة جأشه وسيطر على أعصابه ليتغلب على الهولندي ويوجه له أول ضربة في بطولة العالم لفورمولا 1 قبل الجولة الثانية في الصين الأسبوع المقبل.